دور العسل في تقوية المناعة
العسل هو أحد أكثر المنتجات الطبيعية قيمة واعتبار فيما يقدمه للبشرية من فوائد منذ العصور القديمة، فهو لا يستخدم فقط كمنتج غذائي ولكن أيضًا في الصحة الموصوفة في الطب التقليدي، وهنا شرح مفصل حول دور العسل في تقوية المناعة وتعزيز الصحة العامة للجسم.
التاريخ الطبي للعسل
تظهر الأدلة من لوحات العصر الحجري أنه تم استخدام منتج العسل في علاج الأمراض منذ 8000 عام، ظهر ذلك في مخطوطات وألواح وكتب قديمة، مثل الألواح الطينية السومرية (6200 قبل الميلاد) ، والبرديات المصرية (1900-1250 قبل الميلاد) ، والفيدا (الكتاب المقدس الهندوسي) 5000 سنة ، وذكر نصاً واضحاً في القرآن الكريم يبين فعالية القيمة العلاجية للعسل.
من الأمراض التي سجل الطب القديم والطب التقليدي استخدامات العسل في علاجها وهي كثيرة نذكر منها: أمراض العيون ، والربو ، والتهابات الحلق ، والسل ، والعطش ، والفواق ، والتعب ، والدوخة ، والتهاب الكبد ، والإمساك ، وانتشار الديدان ، والأكزيما ، وشفاء القرح ، والجروح.
هذه النحلة الخارقة ألهمها الله عز وجل أن تبني مسكنها المتمثل في الخلية في التلال وعلى الأشجار وفي مناحل صنعها لها الإنسان، و في هذه الخلية تصنع لنا شراباً سميكاً ولزجاً ذو طعم حلو، يسمى عسل، بألوان مختلفة، وأطعم مختلفة.
العسل والمناعة
كثير منا يتساءل كيف يستخدم العسل لتقوية جهاز المناعة، وما هو الدور الحقيقي الذي يقوم به العسل في تقوية المناعة الجسمية، في الحقيقة إن ما يتكون منه شراب العسل من مكونات غذائية مذهلة لها دور أساسي في تعزيز مناعة الجسم، من أهم هذه المركبات الفلافونويد والبوليفينول، وهما مركبان نشيطان بيولوجيا.
تعمل مركبات الفلافونويد والبوليفينول الموجودة في العسل الطبيعي مفعول مضادات أكسدة قوية جدا، تحمي عملية بناء الأنسجة والخلايا وتشرف على سلامتها، كما أنها تحارب الجذور الحرة مما يمنع تلف الخلايا المناعية.
كما أن العسل يزيد من الخلايا اللمفاوية التائية والبائية والأجسام المضادة والأحماض الأمينية التي تعمل على زيادة الخلايا الأحادية وتوليد الخلايا القاتلة الطبيعية أثناء الاستجابات المناعية الأولية والثانوية في زراعة الأنسجة.
كما أن العسل الخام مصدر غني بالحديد والكالسيوم والمغنيسيوم التي لها تأثير قوي كمضاد للميكروبات ومضاد للالتهابات ومضاد لتكاثر الخلايا الحرة أو السرطانية.
مكونات العسل المسؤولة عن تقوية المناعة
يجمع النحل الرحيق من أنواع مختلفة من النباتات والأزهار، لتكون النتيجة تركيبة مثالية من المواد الضرورية لصحة الجسم، وعليه فإن التركيبة الرئيسة لكل أنواع العسل هي:
- الكربوهيدرات التي تساهم بنسبة 95-97٪ من وزنه الجاف.
- البروتينات و تشكل الإنزيمات (دياستاز ، إنفرتيز ، أوكسيديز الجلوكوز ، الكاتلاز ، وحمض الفوسفاتاز) مكونات البروتين الرئيسية للعسل.
- المعادن ما يقرب من 31 معدنًا متغيرًا في العسل ، بما في ذلك جميع المعادن الرئيسية ، مثل الفوسفور والحديد والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والكبريت والمغنسيوم والكلور .
- يتكون العسل النقي أيضًا من مركبات الفلافونويد ، والبوليفينول ، والمركبات المختزلة ، والقلويدات ، والجليكوسيدات ، و جليكوسيدات القلب ، أنثراكينون ، و المركبات المتطايرة.
- السكريات الأحادية (الفركتوز والجلوكوز) هي أهم سكريات العسل ويمكن أن تساهم في معظم التأثيرات الغذائية والفيزيائية للعسل.
- كميات أقل من السكريات (السكروز ، الجالاكتوز ، ألفا ، بيتا تريهالوز ، الجنتيوبيوز ، واللاميناريبيوز) .
- السكريات الثلاثية (ميليزيتوز ، مالتوتريوز ، كيتو ، بانوز ، إيزو مالتوز جلوكوز ، أيزومينتوزوتريوز ، ثيوتريوز سينتوز ، و maltopentaose) ،
- الأحماض العضوية التي تتمثل في حمض الجلوكونيك ، أحد منتجات أكسدة الجلوكوز ، و هو الحمض العضوي الرئيسي الموجود في العسل.
- بالإضافة إلى ذلك وجود كميات صغيرة الأحماض العضوية الخليك والفورميك والليمون. هذه الأحماض العضوية هي المسؤولة عن الخاصية الحمضية (pH بين 3.2 و 4.5) من العسل.
- يتكون العسل أيضًا من بعض الأحماض الأمينية المهمة ، مثل الأحماض الأمينية الأساسية التسعة وجميع الأحماض الأمينية غير الأساسية باستثناء الأسباراجين والجلوتامين، و الحمض الأميني الأساسي في العسل هو البرولين ، تليها أنواع أخرى من الأحماض الأمينية.
- توجد جميع الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء في العسل ، وفيتامين سي هو الأكثر شيوعًا.
- اكتشفت الدراسات ما يقرب من 600 تركيبة متطايرة في العسل تساهم في آثاره الطبية الحيوية المحتملة.
كيفية استخدام العسل في نزلات البرد والانفلونزا
يمكن أن يساعد تناول العسل بانتظام في علاج نزلات البرد بالإضافة إلى علاج العديد من المشاكل الصحية الأخرى، بمجرد الانتظام على تناول ملعقة او ملعقتين كبيرتين من العسل يومياً يساهم بشكل ملحوظ في تحسين الصحة العامة للجسم، وتعزيز وتقوية المناعة للجسم، ويمكن استخدام العسل في تقوية المناعة لعلاج نزلات البرد والانفلونزا بالطرق التالية:
العسل والبصل الخام
من خلال التجربة تبين أن خليط البصل النيء والعسل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا يساعد بشكل كبير في تخطي أزمة الانفلونزا والتخفيف من أعراضها والحد من تطورها، قم بتحضير خليط العسل والبصل من خلال:
- قم بتقطيع بصلة كاملة ، ويفضل أن تكون حمراء إلى شرائح.
اغمر شرائح البصل بالعسل والقليل من السكر.
- نقع هذا الخليط من العسل والبصل ليلة كاملة وتناول ملعقة منه في الصباح الباكر.
العسل مع الماء الدافئ
العسل مع الماء الدافئ من أسهل وأسرع الوصفات التي يمكن وصفها لعلاج نزلات البرد والاحتقان والسعال وكل المشاكل الصحية المرتبطة بالأنفلونزا ، فقط خذ كوبًا من الماء الدافئ ، أضف ملعقة صغيرة من العسل. تناول هذا الخليط من العسل للبرد والانفلونزا كل صباح فهو يساعد على تهدئة تهيج الحلق.
العسل مع شاي الليمون
مشروب العسل مع الشاي والليمون هو في الحقيقة مشروب ممتع لذيذ وذو فعالية عالية في علاج نزلات البرد، تناول هذا الخليط كل يوم ليس مجرد طريقة جيدة للتغلب على البرد والإنفلونزا ولكنه أيضًا يمنح الجسم قوة ومناعة من الميكروبات المختلفة. لتحضير هذا الخليط كل ما عليك هو:
- امزج 2 ملعقة كبيرة من العسل مع 1 ملعقة من عصير الليمون.
- أضف ما يكفي من الماء الساخن حتى يمتلئ الكوب.
- قلب الخليط بقوة وبمجرد أن يمتزج جيدًا. ما عليك سوى الجلوس والاستمتاع به أثناء مشاهدة التلفاز أو قراءة كتابك المفضل
اقرأ أيضا: الزنجبيل والعسل علاج فعال للسعال